كتبت الممثلة المحبوبة "مهراوة شريفي نيا" توضيحاً على هذه الصورة جاء فيه:
عندما كنت في الثانوية، كلما أصبحنا في الأسبوع الأخير من الشهر، واقترب ما أدخره من النقود من نهايته، كنت أعلم أنه يجب عليّ أن أعمل، وإلا لن احصل على عمل دون عناء.
طريقة أبي في التعامل معنا كانت في إعطائنا ما نحتاجه من مال خلال الشهر لكي لا نقوم بالإسراف.
كان يحسب مصاريف السيارات والأقلام والدفاتر ومصروف الخرجية اليومية ويدفعها لنا في أول كل شهر، لكي نتعلم كيفية إدارة نقودنا وأمور حياتنا. ولكنه في المقابل كان يؤمن لنا عملاً.
كنت في السادسة عشرة من العمر تقريباً عندما سألني بنوع من المزاح: كيف هي أوضاعك الماديّة؟
ضحكت وقلت له: أنا أدين ببعض المال لمليكا.
فقال لي: إذا عملت جيداً بإمكانك تسديد ديونك، فهل أنت مستعدة؟ فوافقت أنا وبرغبة تامة.
في تلك الفترة كان لدى بعض أصدقائه دار نشر ويطبعون الكتب، أظن ان رغبتي بالقراءة والكتب والأدب هي من دفعته لإمتحاني.
في ذلك اليوم أعطاني كتاباً لكي أقوم بتنقيحه له، أي أن أبحث في النص المطبوع عن أخطاء طباعية أو إملائية أو علامات ترقيم، لكي يتم إصلاحها قبل الطباعة.
في البدايات كنت أراه يعيد قراءة الكتاب مرة أخرى بنفسه في الليل، وأنا دائماً قلقة من أن يجد أخطاء بعدي وأخسر عملي المحبب، لذلك كنت أنتبه أكثر فأكثر وأعيد قراءة الصفحة مرارا وتكراراً، وذات يوم أحضر إلي كتاب " عشق آباد" كي أقوم بتنقيحه.
البارحة وبعد فترة طويلة لمحت كتاب "عشق آباد" في مكتبته، فتحته بسرعة، وكأنني لم أصدي أنني كنت منقحة هذا الكتاب، وعندما رأيت اسمي على الكتاب شعرت بفرحة لا توصف.
فكرت في أن البعض يتمنون أن يكون مكان أناس آخرين وذلك بسبب الثروة والشهرة، ولكن برأيي أن الحياة هي هذه المشاعر، مشاعر الرضى ، العمل، التعلم، السعي والجد، وحب الأشياء التي ربما أن الكثيرون نسوها.
تنقيح كتاب "عشق آباد" ذا قيمة أكبر بكثير مما كنت أدين به في السادسة عشرة من العمر.
وأردت أن أشكر أبي العزيز على هذه الذكرى الأكثر من رائعة.
ح.خ/ح.خ